لماذا مصر عصية على الهزائم النفسية ؟ لوزير الأوقاف
أخطر ما يواجه أي مجتمع من المجتمعات هو أن يُهزم هزيمة نفسية داخلية , وقد صارت محاولات إحداث الهزائم الداخلية أو إسقاط الدول والشعوب من داخلها أحد أهم أسلحة حروب الجيل الرابع والجيل الخامس , غير أن من يحاولون إسقاط الدول لا يمكن أن ينجحوا بهذه الطريقة إلا باستخدام بعض عديمي الوطنية والإنسانية من بعض أبنائها , فلم تسقط دولة عبر التاريخ إلا كانت الخيانة من بعض أبنائها من داخلها أو خارجها أحد أهم أسباب سقوطها .
ومن أهم مداخل الهزيمة النفسية الاستهانة بالذات وتضخيم شأن الآخر , لتستسلم الشعوب دون مقاومة , وهذا موطن الداء وبيت القصيد , غير أن الشعوب العريقة حضارة وتاريخا غالبا ما تستعصي على هذه المحاولات , فما بالكم لو كانت تدافع أيضا عن دينها وشرفها.
وإذا أردنا أن نحلل لماذا مصر عصية على الهزائم النفسية لطال بنا المقام , مما يجعلنا نلخص ذلك في نقاط :
1. تاريخ مصر العريق وحضارتها العظيمة التي تضرب في أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام , فتمتلك مصر إرثـًا حضاريًّا وثروة تراثية وحضارية وأثرية عظيمة , إذ لا تمتلك أي دولة من الآثار العريقة مثل ما تمتلك مصر من آثار الآباء والأجداد على مر التاريخ .
2. فَهمُ أهلها لصحيح الأديان بما يجعل فداء الأوطان بالنفس والنفيس عقيدة صادقة لدى جميع أبنائها جميعا , فكل واحد منهم على استعداد لأن يضحي بنفسه في سبيل الحفاظ على أمنها وأمانها وسلامتها , وعقيدتنا قائمة على أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان , وأنه إذا دخل العدو وطننا أو حاول فعلينا جميعا أن نهب لنصرة هذا الوطن حتى لو فنينا جميعًا عن آخرنا، وقديما قال الحجاج الثقفي : إياكم وأهل مصر في ثلاث : أرضهم وعرضهم ودينهم ، فإنكم لو اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم ، ولو اقتربتم من عرضهم لافترسوكم كما تفترس الأسد فرائسها ، ولو اقتربتم من دينهم لأفسدوا عليكم دنياكم .
3. عراقة ووطنية مؤسساتها، فمصر دولة مؤسسات عريقة، على رأسها قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية، وأزهرنا الشريف، والكنيسة الوطنية، والمؤسسات الثقافية والإعلامية والقضائية والبرلمانية العريقة، فمصر تمتلك من مؤسسات بناء الوعي ذخيرة عظيمة قد لا تتوفر في كثير من الدول التي استهدفتها قوى الشر.
4. قائد حكيم صاحب خبرة حقيقية بإدارة الدولة وشئونها ، إضافة إلى ما يتمتع به من عشق لوطنه وحرص على الرقي به هو الرئيس / عبد الفتاح السيسي (حفظه الله) .
5. عزة نفوس أهلها التي لا تقبل الضيم ولا الهوان وتؤثر الردى على الدنية، فقد عُرِف أبناؤها بأنهم خير أجناد الأرض، وأنهم وأهلهم وذويهم في رباط إلى يوم القيامة.
6. مصر دولة تبني ولا تهدم أبدًا، مصر دولة لا تنشغل ولا تسعى أبدًا إلى هدم الآخرين، إنما تسعى لبناء ذاتها ، عسكريًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا، وعلميًّا، وثقافيًّا، وجيش مصر لم يكن يومًا معتديًا على أحد، إنما هو نار تحرق المعتدين، ولله در حافظ إبراهيم حيث يقول في قصيدته الرائعة (مصر تتحدث عن نفسها) :
كَـم بَغَت دَولَـةٌ عَلَــيَّ وَجـارَت
ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي
مــا رَمانـــي رامٍ وَراحَ سَـليـمــًا
مِــن قَديــمٍ عِنايَـةُ اللَهُ جُندي
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه , ويسر على طريق الخير والبناء والتنمية أمرها , وهيأ لأهلها من أمرهم رشدا .
